الخميس، 13 أكتوبر 2011

ثلاث ساعات بأمن الدولة

- اخترت أن يعاملني أمن الدولة كمجند

- تثبيت من الله داخل أمن الدولة

- قلت لضابط أمن الدولة ، أنا وأهلي من الإخوان.

- خرجت لأعود بنفسي لمكان سجني.

- أخ كاد أن يتسبب في تركي الاخوان.

- كاد أن يصنع منا النظام بلطجية.

اخترت أن يعاملني أمن الدولة كمجند

اعتقلت الأحد صباحاً 10/10/2010 الساعة 10:10 ، طبعا توقيت مميز في عالم البشرية ، ومبارك دفع تمن اعتقالي :D

قضيت الأحد والاثنين والثلاثاء حتى الساعة 12 ليلا بقسم أول ثم بعدها ترحيلي لأمن الدولة.

تذكرت موقف الإمام بن تيمية وهو داخل القلعة ليعتقل وقرأ "فضُرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قِبَله العذاب " ، وقرأت من القرآن ما يثبت به الله عباده ، ومن الذكر كذلك.

كنت أعلم جيداً أن أمن الدولة سيتعامل معي بأحد الأسلوبين ، اما التعذيب والترهيب أو التجنيد ، فاخترت لنفسي الاخير ، وكان علي أن أشعر الضابط بأنه "هيجي مني".

تثبيت من الله داخل أمن الدولة

دخلت غرفة الإنتظار بأمن الدولة ، فوجدت أحد الأمناء ينتظر في نفس الغرفة ، توقعت أن يكون الأمن وضعه بالمكان ليأخذ مني معلومات.

الأمين : ايه اللي جابك

انا : مخبر امن دولة اعتدى على طالبة من الأزهر واعتقلوني في مظاهرة هناك

الأمين : اسمها سمية أشرف ؟

انا : قولتله ماعرفش اسمها ، بس انا فاكر كان تقريبا اسمها سمية

الأمين : ايوه هي أنا اللي عاملها المحضر وحاولوا يمنعوني بس انا قولتلهم ان ده شغلى ودي زي بنتي وربنا هيحاسبني لو مفتحتلهاش المحضر.

شعرت بأن الله أرسله لي ليثبتني ، كان معي الأخ حمادة وسبقني للإستجواب، وبعد ذهابه بحوالي ساعة ذهبت لمكتب الضابط للإستجواب.

قلت لضابط أمن الدولة ، أنا وأهلي من الإخوان.

توقعت أن يسألني الضابط ، هل تنتمي للإخوان ، وكنت سأقول له "بقعد معاهم" ، وأشياء من هذا القبيل ، فوجئت بالسؤال الأول : انت قاعد مع الإخوان من امتى ؟

فاجأته بالرد : بقالي خمس سنين – كدبت عليهJ بقالي أكتر- ، فضحك ، فابتسمت.

قالي والدتك من الاخوان ؟ قولتله لا من الاخوات J .. استعباط بقى

سألني انت محب ولا مؤيد ؟ قولتله عيب مؤيد ، كدبت عليه تاني لأني كنت منتسب J

الضابط : اتفضل يامحمد واقف ليه ، قولت بس كده، هيجندني J

سألني انا حاسس ان انت مستغرب ، ياترى مستغرب من ايه ؟

قولت في نفسي "وقتي ان العب على الهدف"، قلت له : الاخوان قالوا لي هيغموا عينيك ويدخلوك أماكن مخيفه ، وحاجات اكتر من كده.

قالي وانت شوفت حاجه من دي ؟ قولتله بصراحة لا ، قاللي ولا هتشوف ، وهسيبك انت تحكم على اللي قالوه.

اخدت قرار وانا قاعد اني مش هديله معلومة تفيده ، ومش هاديله اسماء الا وهمية أو اعتقلوا قبل كده قريب ، عشان كده كده الأسماء عنده ، وكذلك سألني على مكان الكتايب ، فاديته مكان كان اعتقل منه قيادات الاخوان قبل كده.

انا واخد مجموعة دورات تنمية بشرية ، وعارف ازاي احسسه ان انا مرتبك ، وان انا متوتر ، وان انا عايز اتكلم ، واني واثق فيه ، واني بدأت مش أثق في الاخوان ، وحاجات من هذا القبيل.

وبعدها بدأت انا اسأله ، ازاي ضابط من عندكم يضرب بنت شلوت ويشدلها حجابها.

قال لي ، هل تصدق ان رجل عنده نخوة المصري يعمل كده؟ قولتله لا، قاللى ولا انا مصدق الموضوع ان في وسط الزحمة بيزقهم فاتاخد الموضوع على انه شلوت، وهو ميقصدش.

قولتله بس البنت مش هتكدب ، ومخبر أمن الدولة شايف نفسه أعلى من أي حد وبيعمل اللي هو عايزه ، ثم لو عمل كده ، هل تعتقد انه هيقولك ؟ قاللى لا ، قاللى لا بس انا واثق فيهم 100% ، ساعتها استقليت نفسي اني بقول –على الأقل قدامه- مينفعش أثق في الاخوان 100%.

اداني رقمه وقالي عايزين نبقى اصحاب ، ولو شوفت مخبر عمل حاجه كده اتصل عليا وعرفني. –هييه بقيت عميل أمن دولة J.

قالي ان اسمه معتز ، طبعاً ده الاسم الحركي وعرفت بعد كده من محامي ان اسمه محمد منصور ، طلبت منه كارت قاللي مش معاه ، طبعاً لأن ده مش أسمه ، والكارت ده يعديني من أتخنها مشكلة في البلد أياميها.

اعتقل كذا واحد من أسرة النور في اليومين دول ، ودخل عليا واحد منهم هناك بعصابة حمرا على عينه ، وكان باين عليه انه اتهان ، شوفته هزيت رجلي – دليل على الزعل- بعد لما طلع الضابط قاللى ايه مالك ؟ قولتله مفيش ، قالي ابقى اسأله حد مد ايده عليك وعرفني هيقولك ايه ، لأنه محصلش معاه حاجه.

كان باقي الاجراءات اني اتغمى وادخل على رئيسهم ويبعتوا لحد من عيلتي يخرجني، بس هو وعدني اني مش هاشوف حاجه من دي ، وسمحلي بالخروج وقالي عد الجمايل، بعد حوالي ساعتين من النقاش.

خرجت لأعود بنفسي لمكان سجني

خرجت حوالي الساعة 3ص وروحت على قسم أول أخد متعلقاتي –موبايل ، يو اس بي نت ، وحزام بتوكه بس ضيعوها ولاد التييت - ، وكنت قاصد ما اخدهاش معايا أمن الدولة عشان الأسماء اللى على الموبايل.

قابلت ضابط برتبة نقيب ، ودي رتبه عالية بالنسبة للملازم اللي كان يدخل نقفله في السجن.

وفتح معايا حوار لما عرف اني لسة طالع من أمن الدولة وجاي بنفسي أخد متعلقاتي ، وحتى قبل ما أروح.

كانت رؤيته ان حتى لو البلد بايظه والشعب كله وقف ضد الظلمة فأمريكا ودول الغرب مش هتسيبنا نتقدم، واحسنلي اخاف على مستقبل أسرتي وأهلي، وكان ردي ان المستقبل بإيد ربنا وأمريكا والغرب مش أقدر من ربنا.

اتصلت على والدتي ، طبعا بكت من الفرحة ، ومكانتش بتنام وانا معتقل ، وبعدها خالى صالح اتصل عليا من اسماعيليه قاللي انا جايلك بالعربية أروحك ، قولتله لا شكرا المواصلات موجوده، خالي كان اعتقل قبل كده.

لكن خرجت بروح تانية خالص ، وأي أخ كان لازم يستفاد من الإعتقال ، أو يسيب الجماعة ويخليه جنب الحيط.

أخ كاد أن يتسبب في تركي الاخوان

حكيت اللي حصل بالكلمة لأخ في البلد ، وحسسني اني خونت الاخوان وقولت على اساميهم، لدرجة اني فكرت اسيبهم عشان ماسببلهومش أذى بعد كده، رغم انهم مادوناش دورة في التعامل مع أمن الدولة ، ولا عرفونا نكلمهم ازاي، وانا اجتهدت.

قابلني مسؤول المنطقة وقاللى انا عرفت كل اللي انت قولته ، ومفيش أي حاجه غلط ، والأسماء اللي قولتها هما عارفينها كويس واحنا مش شغالين تحت الأرض، احنا معروفين، أعادت في هذه الكلمات الثقة بنفسي كفرد في الصف.

اخوان الجامعة مهمهومش اللي قولته لكن كان همهم دورنا ايه بعد كده وخصوصا ان الأحداث سخنت وقضية سمية بقت قضية حقوق انسان عالمية، وحركة سته ابريل اهتمت بيها وعملت ليها مظاهرات.

كاد أن يصنع منا النظام بلطجية

شاركت بقوة بعد كده ، وبدأت اتعامل مع الأمن بطرق أغلظ ، لدرجة ان مشرف العمل العام بالجامعة قابلني وأخ معايا ، وقالنا اهدوا وهدوا اخوانكم، الأمن عايز يجرنا للعنف ، فقررت اغيب يوم او اتنين عن الكلية اهدأ فيهم.

الجامعة وقت اعتقالنا كانت غاية في السخونة ، حيث يوم أن اعتقلت قطع الأخ بلال كلمة المتحدث بالمسجد وأخبر الجميع بموضوع سمية ثم ذكر اعتقال أفراد من الإخوان وذكر أعتقالي ثم بكى وأجهش الجميع بالبكاء.

استنفار في ساحة الكلية كان أمراً غير مسبوقا حيث يكون فيه الحديث عن الجهاد وفضله ، ومقاومة الظالمين ، وقاطع الأخ "م.س" أمينَ الأسرة ، وأخرج كتاب الإخوان والعنف أمام حرس الداخلية ، وقال بأعلى صوته ، احنا هنطبق الكتاب ده على أرض الواقع، وحاول مسؤول الأسرة مقاطعته ، فرد عليه "اسكت انت ، انت مش فاهم حاجه"، حسبما ذكر لي.

كاد أن يصنع منا النظام بلطجية ، وبدا ذلك واضحاً وخاصة بعد هذه الأحداث ، حيث اتى علي يوم كسرنا فيه سلاسل البوابة الرئيسية للجامعة ، ووجهنا السباب للحرس التابع للأمن علنا، وغيرها، ولعل من فضل الله علينا هذه الثورة المباركة ، فقد كدت أكره الحياة وأتمنى الموت.

6 Comments:

محبة الرحمن said...

الحمد لله ان حضرتك رجعت بالسلامه

والحمد لله ان الثورة قامت

الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

دولة الظلم ساعه ودوله الحق الى قيام الساعه

دمتم متفائلين

دمتم سالمين

محمد الشوادفي said...

جزيتم خيرا على المرور الطيب ، ونسأل الله القبول

حفيدة البنا said...

هييه بقيت عميل أمن دولة J.

يعنى نطمن ان اسمائنا وصلت لامن الدوله خلاص؟!!!

(كاد أن يصنع منا النظام بلطجيه) فعلا اخر مرة حسيت الاحساس ده كان فى انتخابات 2005 وما تبعها من مهااااااااازل

اللهم لك الحمد

عقبال انتخابات 2011 من غير معتقالاات ولا بلطجيه ..
تحياتى

محمد الشوادفي said...

ايوة فعلا بقيت عميل امن دولة :))

ها ها ها نياه نياه نياه ، ضحكات شريرة متقطعة D:

-------------------

أول اتصال ليا بعد خلع حسني كان على رائد أمن الدولة اللي كان بيحقق معايا بغيظه ، واقوله مبروك لمصر ، واكيد حضرتك فرحان لأنك مصري زينا :)

nafadyzezo said...

الحمد لله انك خرجت بالسلامة ونسأل الله لنا و لكم التوفيق و السداد في الدنيا و الاخرة
لكل ظالم نهايه

سمارت تكنولوجي said...

جزاكم الله خيرا nafadyzezo