الأربعاء، 24 يونيو 2009

حتى تكون مصر كلها جابكو


مشهد 1 : عند المنعطف مكتوب على الأسفلت "STOP" ، عم محمود - سائق سيارة قسم الإتصالات – يضغط فرملة السيارة حتى توقفت تماماً ثم بدأ يحركها مرة أخرى.

أثار فضولي ذلك لسؤاله متعجباً وهل تقف لمجرد كلمة مكتوبه على الأرض ؟ لا أحد يمر من أمامك حتى تقف ولا يوجد ضابط مرور يلومك !!

مشهد 2: لافته معلقه في ناحية مكتوب عليها "مكان للتدخين" !!!

مشهد 3 : نائب رئيس مجلس الإدارة يرحب بالطلاب القادمين للتدريب ويدخل عليهم مرتديا الزي الموحد "اليونيفورم" الذي يرتديه من أدنى عامل لأعلى منصب في وقت العمل ؛ فلم نستطع معرفته حتى قدمه لنا من بجواره.

مشهد 4 : جميع المواقع الإباحية وغرف الشات مغلقة على جميع أجهزة الحاسب وكذلك تنقية للقنوات الفضائية.

مشهد 5 : عمال منطقة العمل الواحدة يبيتون في شقة واحدة ، فتصير عشرة وتعايش حتى قال لى أحد العاملين "رغم ان عمك – رئيسهم بالعمل - شديد علينا في الشغل لكن لما بنقعد معاه نتسامر في الشقة نجده كالأب الحنون ومبيشدش علينا غير عشان مصلحتنا"

مشهد 6 : كنا ثلاثة طلبنا العودة قبل انتهاء مدة التدريب لظروف؛ فلم يجدوا لنا مكانا بالأتوبيس فحجزوا لنا ثلاث مقاعد بالطائرة مجاناً والتى تعدل تذكرتها "400 جنيه مصري"

مشهد 7 : في صالة الطعام "الميز" يسألنى أحدهم "انت تعيين جديد؟" أجبت "لا أنا تدريب" ، فدعا "ربنا يرزقك بالشغل هنا، هنا الشركة كويسه جدا وبتحترم العاملين"

انا حاسس اني عملت مسرحية من المشاهد ومحدش فهم حاجه بس أبدأ أوضح .

الكلمة التى قد تكون غريبه على بعض الناس هي "جابكو" وده أسم شركة بترول خليج السويس "مساهمة مصرية إدارة بريطانية".

من الله علي بالتدريب بها العامين الماضيين وتعلمت فيها أشياء كثيرة في خارج مجال الدراسة قد تفضل المجال نفسه.

تعلمت كيف تنجح الإدارة وكيف يتعامل الغرب لتحقيق نجاح المؤسسة.

ففي المشهد الأول: وجدت أحترام العاملين بالشركة للقوانين بصورة قوية جدا سواء خشية العقاب - هناك ذاكرة تسجل كل حركة وكل سرعة تسير بها الناقلة - أو لحبهم للشركة، فاحترموا القوانين ولو في أبسطها مثل دخول صالة الطعام بـحذاء غير مناسب كـ "الشبشب"!!!.

وفي الثاني : التمست الحرص على صحة الأفراد بتخصيص أماكن للمدخنين حتى لا يؤذوا غيرهم، بل يتم سؤال المتقدم للعمل عن كونه مدخن أم لا ؟

وفي الثالث : رأيت التواضع من قيادات الشركة بل ومهندسيها أمام كل من هو أقل منه في رتبة العمل حتى وجدت مهندسين وإداريين يبارزون العاملين بالخدمة المنزلية "الهوم سيرفس" في لعبة "كرة التنس" بل ويؤمونهم في الصلاة.

وفي الرابع : وجدت الحرص على وقت العاملين بالشركة فمنعوهم من الشات وكذا السهر أمام القنوات والمواقع الإباحية .

وفي المشهد الخامس : نظرت تحقيق روح الأخوة والتعايش والتكافل بين أفراد منطقة العمل الواحدة حتى تحققت أركان الأسرة البناءة.

وفي السادس : تخطيط لمستقبل الشركة بحسن معاملة المتدربين وإعطائهم كامل التوقير.

وفي الأخير وضح لنا هذا العامل نتيجة كل ذلك على الأفراد؛ فجعلهم يحترمون الشركة وقوانينها والعمل بها بل ويتمنون لأحبابهم العمل بها.

ولكي يكون جميع عمال مصر بنائين مهتمين بعملهم مثل هؤلاء يجب توفير لهم .

1 – الراتب المناسب والمماشي لأسعار المنتجات بالأسواق فلا يساوي المرتب = 5 كيلو لحمة.

2- تنظيم أوقات العمل لهم فبشركة جابكوا يعمل الفرد أسبوعين فقط من الشهر (12 ساعة/يوم) واسبوعين للراحة.

3- توفير بدلات مناسبة للسفر والمخاطر والحوافز وغيره.

4- القوانين سهلة التطبيق والأحكام للمخالف تردعه عن فعلها دون محاباه أو واسطة أو مجاملة.

5- توفير مناخ ايماني مناسب وتعبدي فتقام الصلاة في كل مكان وفي جميع الأوقات، وكذا منع المحرمات كالدخان والمواقع والقنوات الفاضحة .

حسبي أذكر أن إذا اقتدت شركات مصر بـ "جابكو" لعل الحال يصير أفضل وأفضل بإذن الله تعالى.

قد أغيب عنكم اسبوعين قادمين فتدريبي 27/6 بنفس الشركة وأدعوا الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى فجو الشركة جو ايماني قد يخلوا من المعاصي، وهو سبيل لرفع الهمم والعزائم وليوفقني الله فأعود بخطة متقنة لإستثمار الأجازة الصيفية على النحو الأمثل.

سأحاول متابعة المدونة من هناك على قدر المستطاع وبخاصة حملة إرجاع هوية شرقاوي بالموضوع السابق.