الأربعاء، 17 سبتمبر 2008

اخواني المعتقلين ... ذكريات وأشواق

الحمد لله الذي علا فارتفع وعز فامتنع وأعطى ومنع وصلاة وسلاما على الهادي المتبع محمد ومن به قنع ، ثم أما بعد ...

ذكريات وأشواق ، نعم تمر الأيام ولا يبقى غير حبا في الله وأشواقا للقاء الأحباب ، وان كان المانع ابتلاء من عند الله فمرحبا بدرب الانبياء .

لعل من اتجه الامن الى محاصرتهم ثم اعتقالهم هم من أشرف شباب المجتمع وأهداه الى الصراط المستقيم .

أتحدى غفر الدولة أن يثبت أن أحدهم سرق أو نصب أو قتل ، أو تاجر في مخدرات أو أسلحة أو حتى تطاول على استاذه في الجامعه ، أو خرج من فمه عبارة سوء لزميل له ،أو طرد من محاضرة لسوء أخلاقه ، والله انى جالستهم ولم أجد منهم غير كل ادب واحترام ، فهم تربية الاخوان المسلمين ، وانتم يا ارهاب الدولة تعلمون جيدا من هم الاخوان المسلمين ، هم الجماعه الاصلاحية الفاعلة في هذا المجتمع ولهذا تقفون لها بالمرصاد .

أعلم ان ماتحرك منكم أحد لإعتقالهم إلا وأنه يخاف على منصبه ، سواء من قريب بمخالفته الأوامر أو من أقرب برجوع الخلافة الاسلامية التى بشرنا بها نبينا صلى الله عليه وسلم .

ذكريات مع احبابي المعتقلين وأشواق للقائهم وان عز اللقاء ، فلي مع كل منهم ذكريات :

أذكر أخي محمود عادل الطويل ، فأجد فيه الأخ الودود والقائد الحريص على دعوته ، لا يجمع بيننا
الشبه الشكلى أكثر مما يجمع بيننا الشبه في الصفات ، أذكر أن أحدهم قال لى اثنان في قلبي لهم معزتهم الخاصه ، قولت له من ؟ قال انت ومحمود عادل الطويل ، تعجبت من أنه جمع بين طالب في هندسة وطالب في طب ، طالب من ههيا وطالب من أبوكبير !!! سألت نفسي مالذي جمعنا إذا فلم أجد أكثر من رابطة الأخوة في الله والنهج الواحد الذي نسير عليه ، ولا اغلق الموضوع حتى أذكر "يوم من حياتي" ذلك الكتاب الذي اتفقنا سويا تأليفه عندما مر علينا يوم شاق نتنقل بين القطارات لنصل بلانا قبل الافطار ، ذلك اليوم كان صعبا ولكني أرى أن يوم اعتقالك أصعب ، إذا فلنكتب كتاب "يوم من حياتك أنت" واعتزلك فيه حتى أمر بمثله ، فك الله أسرك ونتقابل قريبا ان شاء الله .





وعندما أذهب بفكري إلى أخي محمد شلتوت ، فهو رفيقي على الدرب ، أخي الأكبر في الكلية ويجمعنا قسم كهرباء ، تعلمت من شلتوت سعة الصدر والابتسامة الرقيقه ، تعلمت منه مواجهة الأزمات ، جمعتنا مجالس التأديب والتحقيقات والعقوبات ، وكان مثالا لى للصمود أمام الجبروت ، أسأل الله له الثبات على الصراط المستقيم ، واعلم أن ورائك رجال في أسرة النور ينتظرون عودتك ويحملون الدعوة أثناء غيابك .





ولا أستطيع الخروج عن حديث كليتنا قبل أن أذكر ذلك الشاب البدوي المنشأ ، أخي محمد مرعي ، من بئر العبد بشمال سيناء ، مثلا للأخلاق والقيم ، والروح الطيبة التى وسعت الجميع بإخلاصها وكلامها الذي يخرج من القلب ، ذو الصوت العذب الذي يوصل إلى قلوبنا مالا توصله الخطب والمحاضرات ، أدخل علينا الابتسامه بنشيده البدوي يقول فيه "عالول ورا عالول ... هيعيش على زبلنا ، واللى زبله كتير .... هيطرح قبل مننا".




أخي ابراهيم الشوادفي ، وبعد أن تــُُعرف نفسك يجب أن تقول "اللى ميقربش لمحمد الشوادفي" عشان الدكتور محمود ميتلخطبطش و عم الحاج عبد العزيز ميدخلش الأسماء في بعض ، أخي ابراهيم جمعتنا الدعوة قبل أن تجمعنا الأسماء وجدت فيك الرافع صوته في وجه الباطل ، الذي لايخشى في الله لومة لائم ، المتحدث بفكر الإخوان ونهجهم ، أخي كن على ما انت عليه ولن يضيعنا الله أبدا والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون .



عبد الله ابراهيم و أحمد كمال ، أخوين من تجارة كان أول حديثي معهم انى أريدهم يؤثروني على أنفسهم لظروف خاصة ، قد يستغرب من الموقف الكثير ، أن تطلب من من لايعرفك أن يقدمك عليه في الطابور وخاصه ان كان هذا التقديم يزيد من انتظارهما نصف ساعه أو أكثر ، ولكن أنا اعلم أنى أطلب من اخوان ، فكاني ظني فيهم خيرا ، وبالفعل قدموني على أنفسهم ، ثبتكما الله على طريقه المستقيم وحفظكما لما فيه خير للإسلام والمسلمين .


هانى عاشور ، وإذا لم نتعرف إلا من شهرين ولكن أظن اننا نعرف بعض منذ سنين ، أخي هاني رأيت فيك المثال لتقصي الحقائق ولإستخدام عملنا الدنيوي لخدمة دعوتنا ، فلا زلت أذكر خطبتك للجمعة وأنت تحترق للأحاديث الضعيفة والموضوعه والمنتشرة بين الناس عن شهر رمضان ، لازلت أذكرك وأنت توضح مفاهيما غابت عنا ونـُـسيناها ، أخي اصبر واحتسب ولا تنسى وعد الله لعباده الصالحين بإستخلافهم في أرضه "أن الأرض لله يرثها عبادي الصالحون".


أخي أسامة أبوحطب ، لازلت أذكر تلك الجلسة التي جلسناها سويا تحت سماء القومية في ظلمة الليل نتجاذب أطراف الحديث ، ونشتم رائحة الأشجار الطبيعيه ونتشاجر أي الشجر يخرج هذه الرائحة ، يالروعة اللقاء وأنس الحديث ، أخي ستزول جراح السنين بنصر سيأتي ولو بعد حين ... إلى النور نمضى ونحن معا ... بفجر رواه وعين اليقين .

أخي عمر اسماعيل ، لعل لم يدور بيننا حديثا ، ولكن كثيرا مانظرت اليك نظرة المتعلم لمعلمه ، كنت أفكر كيف بصمتك استطعت أن تبلغ أكثر من المتكلم ، فعلا وجدت فيك قليل الكلام ولكن كنت اذا تحدثت أسمعت ، أرى انك الان صامتا صامدا ، فابقى على ما انت عليه والله اسأل أن يفك أسرك ، اللهم امين.
أخي محمد رمضان ،لم أتذكر أنى قابلتك ولكن أشهد الله أنى أحبك في الله ، فكفاك أنك تربية تلك الجماعه المصلحة ، فلن تختلف عن اخوانك الكثير ،بل انت الكثير اليهم ومنهم أقرب ، أسأل الله لك ثباتا من عنده ، اللهم امين .

المهندس حامد ، تعلمت منك الكثير من التضحية والصبر والثبات وهذا يومك يابطل لتعلمنا عمليا كيف يكون الثبات ،هذا يومك لتعلم ولديك "حسن البنا"و"احمد يس" معنى الثبات الحق والتضيحة من أجل الدين ،أذكر أخر مرة حدثتنا فيها كيف تنظم وقتك بين المذاكرة والدعوة وكيف تجاهد نفسك في ضبط عدد ساعات النوم ، انت الان في ميدان الجهاد الحق ، فالثبات الثبات فبالله النصر ات .
أما عن الدكتور ايهاب لعل لم اتعرف عليه إلا من قريب ولعل روحه الطيبة وصدره الرحب مما زادنى اعجابا به ،فهو ممن ربوا اخواني الطلاب المعتقلين وانا واثق انهم لن يخيبوا أمله وسيخرجون بثبات أكثر من ذي قبل وحماسة للعمل تفت كل صخر وتفل كل حديد وترد الأمن على أعقابه خائبا خاسرا ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون .
أخوكم على الدرب
محمد جمال الشوادفي