الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

ذكرى المعتقل ، مين كان يصدق


السنة اللي فاتت زي دلوقتي 10-10-2010 ، اتقبض عليا عشان كنت ماشي في مكان فيه مظاهرة أخوات ، يعني أساساً مينفعش أقف معاهم ، بس لمجرد التواجد في المكان.

أخ طلب يتوضا عشان يصلي ، بمنتهى البجاحة اتيمم يا #$%$ أمك.

اعتقل في اليوم ده حوالي اتنين وتلاتين طالب ، تلاتين من أزهر واتنين من الخارج.

كنا اتنين أنا والأخ حمادة مع بعض لغاية الساعة 9 م في الكلبشات وبعدها اتقابلنا مع تسعة من طلبة الأزهر في غرفة الحجز الاحتياطي ، طلعنا كل اللي معانا من أوراق دعوية وكان مع أحد الاخوة كميات كبيرة من أسماء الناس وأرقام البطايق عشان الانتخابات.

قطعنا الورق فتافيت وحشينا بيه كراسي الحجز الجلد.

كنت مجهز رد لوكيل النيابة ان دي مظاهرة حريمي وأكيد مشاركتش فيها ، فوجئت باربع اتهامات مالهاش علاقة بالمظاهرة أساساً.

1- الإعتراف بالإنضمام لجماعة الإخوان المسلين المحظورة في تحقيق أجري معي.

2- نشر فكر الإخوان بالجامعة والإنضمام للأسر الإخوانية.

3- القيام بتصوير الضابط –فلان الفلاني- أثناء تأديته مهام عمله.

4- حرز كاميرا وورقة مطبوع عليها اسم أسرة النور.

"يا حلاوة ياولاد أربع تهم!! وكل اللي عملته اني كنت موجود في مكان الحادث؟" .

-أما التهمة الأولى والثانية فرددت أنه هذا أول تحقيق معي منذ اعتقالي.

- والثالثة ، فلم يكن معي كاميرا تصوير من أساسه وكنت على ثقة أنه لم يتم بهذه الكاميرا -التي كانت مع أخ غيري- تصوير هذا الضابط ، فقلت لوكيل النيابة "الكاميرا مع حضرتك افتحها ولو لقيت عليها صورة للضابط يبقى التهمة دي صحيحة، لكن سؤال خارج الموضوع ، هو تصوير ضابط جريمة ؟ " قاللي "لا ، بس ساعات صور بتكون عبارة عن تجسس على الشخص وبتبان من الصورة"

- والرابعة الكاميرا قلت أنها لم تكن معي ، والورقة التي نسبت الى كان عليها اسم الأسرة كانت عبارة عن جدول المحاضرات ، فسألني "الجدول ده بتاعك " أجبت بنعم ، وحتى مكتوب عليه جدول رابعه اتصالات" ولسان حالى "أنا عمرى مامشي بجدول مش بتاعي أبداً".

وكيل النيابة أخلى سبيلنا ، لكن امن الدولة كان فوق الجميع.

الأكل بعد لما وصلنا الزنزانة بسلام يعني حوالي 12 بالليل ، وكنا تسعة في الزنزانة.

دخلنا الزنزانة فيها حاجات غريبة

1- أشياء بنية على الأرض ، توقعنا أنها غائط –أعزكم الله- لكن طمنا أحد الإخوان أنها كُلّه ، يشمها المساجين.

2- خمس انواع معروفة من الحشرات –صراصير – ذباب – ناموس – نمل – وأنواع كثيرة غير معروفة.

3- جزء من الزنزانة يفترض به حمام ، يفصل بينهما "خيش" موضوع كستار مرقع.

4- الزنزانة تحت الأرض والرطوبة عالية والمكان لا يدخله الشمس ولمبة 60وات مولعه ليل نهار.

كانت أصعب الاوقات بالنسبة لي وقت النوم ، حيث لاتوجد فرشة على الأرض والصراصير تملأ المكان وتتحرك على أجسامنا ،والأرض باردة جدا والأجسام ترتعش.

في منتصف الليل ، باب الزنزانة يفتح ، قوم ياض انت وهو كلموا الباشا ، الباشا ده ملازم أول لسه خريج الكلية الحربية .

الضابط : العيال دول شكلهم ولاد ناس ، انتوا جايين في ايه ياض انت وهو ؟

رديت : اخوان مسلمين يا باشا.

رد : دانتوا مصيبتكوا مصيبة ، تلاقيكوا كنتوا رايحين مظاهرة ورا بنت $#@$%@ .

وقعد يقول ألفاظ حيائي يمنعني اني أسمعها فوجهت نظري للأرض ، وقلت في نفسي "يا سبحان الله مثل هذا الذي لا يعرف الأدب تعينه الدولة ضابطاً ليضبط أخلاقنا وسلوكنا ؟!!

اغلق الباب ، ومضى اليوم الأول ، وفي اليوم الثاني ، اتانا ثلاثة من الزملاء الجدد ، معهم فرشة للأرض ، ففرحنا كثيراً حيث كانوا معتقلين بزنزانة بجوارنا قبلنا.

قمنا ببعض الفقرات بالمعتقل منها :

فقرة الإنشاد ، وأذكر منها (تهون الحياة وكل يهون ولكن اسلامنا لايهون ، ومنها بلادي بلادي اسلمي وانعمي ، ومنها الكثير الحماسي الذي يهون علينا ألم انتزاع الحرية.)

وبعض الفقرات المضحكة ، وأذكر ان قلت بما أننا اتاخدنا عشان الأخوات لازم نغنني أغنية الحجاب "الحجاب الحجاب الحجاب "

وبعض الفقرات الرياضية ، وكانت مشكلتها أنها تجعلنا نتصبب عرقا ولا يوجد ما نرتديه بفرض اننا استطعنا الإغتسال وسط هذا الكم الرهيب من الصراصير بالحمام ، حتى بداخل الليفة الغريبة بالداخل.

فكرنا بحملة قتل المليون صرصار ، وتطوع اثنين من الاخوة بأن ينظفوا الحمام ويقتلوا أكبر عدد من الصراصير ، فتجردوا جزئيا من الملابس وحملوا الشباشب ودخلوا الحمام لينهالوا عليهم ضرباً ، ولكن ظلت الصراصير تخرج علينا من البلاعة.

تم التفييش للجميع ، ومضت الثلاثة أيام على بقسم أول الزقازيق ثم تم ترحيلي لأمن الدولة.

ما حدث مع ضابط أمن الدولة ، وما حدث بعد رجوعي وما استفدته سأتحدث عنه لاحقاً ان شاء الله.

7 Comments:

حفيدة البنا said...

هههههههههههههههه
لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
والله ماعرفه اضحك ولا ابكى من الكلام

ربنا ما يعدها ايام
وان شاء الله حمايه الاخوات اكيد فى ميزان حسناتكم
بس متقولوش فيهم حسبنا الله ونعم الوكيل

:)

محمد الشوادفي said...

جزاكم الله خيرا ، الاخت ايمان على التعليق انا توقعت محدش عاد بيدخل البوجر.

لو مقولناش حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم ، امال نقولها في مين يعني ؟

على العموم احنا غنينالهم جوا الحجاب الحجاب.

احد الاخوة المسؤولين كان اتصل على اخته وقالها احنا مش من سياستنا نعمل مظاهرات برة الجامعة خدي زميلاتك وامشوا ، قالتله ملكش دعوة انت وقفلت السكة في وشه ، وعملت فيها البطله المناضلة .
العصر أدن عليهم ومكانوش مشيو الأمن نزل عليهم ضرب بالعصي وخدوا تشريفة تمام وروحوا ، مبيمشوش الا بالضرب بصحيح :))

بس اعمل ايه مضطر استحملهم طالما امي واختى وخالاتي منهم.

غير معرف said...

حفيده البنا:
قصدت متقولوش حسبنا الله ونعم الوكيل فى الاخوات !
.......ههههه
ربنا يخلى

بعد اذنكم :هل فى حل للى نسى الباسورد؟!!

حفيدة البنا said...

تم الوصول

محمد الشوادفي said...

طيب الحمد لله على الوصول

| فارســ الأندلســ | said...

هههههههههههههههههه
بعيداً عن اي حاجة تخص التدوينة ..
انت دمااااغ ياكفاءة :D

سمارت تكنولوجي said...

الله يخليك يابوحميد يا غالي :)