السبت، 26 مارس 2011

موهبة الإتصال بالله

"اللهم لك ألف حمد وشكر ليك يا رب" جملة ليست بالصحيحة لغوياً ، خرجت من احد البسطاء ، يرى معناها في قلبه ، ويعلم مراده الله، ويجازيه بها قدر شعوره وإيمانه بأن الفضل من الله.

دخلت مسجداً متأخراً في صلاة الفجر، حيث يخرج المصلين من المسجد، خرج الجميع إلا ثلاثة أراهم بسطاء الحال التعليمي والمادي ، أحدهم يدعوا ويبكي أو يتباكى، والآخر يسبح أو يستغفر، والثالث يغمض عينيه ويحرك جسده أماما وخلفاً.

انتظرت فترة في المسجد أتأمل اتصالهم بالله ، الوقت يمر ، صليت السنة ثم صليت الفريضة ثم جلست اختم الصلاة ولازال كل منهم على حاله، شعرت باحتياجي ان اجلس مثلهم ، فبدأت في الأذكار وانتهيت من الأذكار ، ولا زال كل منهم على حاله إلا واحداً!!

تعجبت من هؤلاء البسطاء !! كم يحفظون من الأذكار؟ بل كم يحفظون من الدعاء والتسبيح ؟ لعلك إن عددت عليهم فلن تجد جملة واحدة يقولونها صحيحة، ولكن اتصالهم بالله غلب الكثير ممن يعتلون المنابر أو ينضمون لجماعات إسلامية.

فمع قلة مواهبهم الا أنهم يمتلكون موهبة أعظم من ذلك كله، وينموها ، إنها موهبة الاتصال بالله.

أما الذي غير حاله فوجدته قام ليصلي! لا تسألني ماذا يصلي ، لا توجد سنة بعد الفجر ولكن، انه يحاول أن يقترب من الله ، ويتصل بالله، والله يستطيع أن يحسب له الثواب.

أرى في النصارى حرصهم على الاتصال الروحاني بالله ، وقد يكون هذا أساس كل عبادتهم، لا يحتاجون لحركات يؤدوها، وكثير من المسلمين حركات بلا اتصال قلبي، فهل حرص النصارى على القرب من الله يزيد عن المسلم ؟

فليراجع كل منا اتصاله بالله، فإن العجب والرياء والنفاق أقرب الى المسلمين في مرحلة الفتح عنه في مرحلة التضييق، وإذا كانت المعتقلات من أروع أنواع الغذاء الروحاني، فهي غير موجودة الأن ونسأل الله ألا يعيدها وألا نحتاجها للقرب منه وأن تكون عباداتنا كلها تقربنا الى الله.